منتدى جامعة الأقصى

تفسير سورة ص الايات 28 - 81 837438
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يشرفنا دخولكم على هذا المنتدى
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 61195 شكراتفسير سورة ص الايات 28 - 81 61195
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 3390 ادارة المنتدي تفسير سورة ص الايات 28 - 81 3390
منتدى جامعة الأقصى

تفسير سورة ص الايات 28 - 81 837438
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يشرفنا دخولكم على هذا المنتدى
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 61195 شكراتفسير سورة ص الايات 28 - 81 61195
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 3390 ادارة المنتدي تفسير سورة ص الايات 28 - 81 3390
منتدى جامعة الأقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا و سهلا بك يا ツزائر نورت منتدى جامعة الأقصىツ
 
الرئيسيةجامعة الأقصىأحدث الصورخدمات الطلابالجامعة في صورتفسير سورة ص الايات 28 - 81 Spktsإرسال استسفار للمديرتقدم بشكواك هنا وسنقوم بالرد عليك برسالة بريد الكترونيالتسجيلدخول
...



 More Twitter Facebook
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تحدث مع إدارة المنتدى
عندما تكون الأيقونة
 باللون الأخضرأكون متواجداً
بإمكانك النقرعليها لمحادثتي
إذا كان لديك استفسار
 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
صندوق الشكاوي
إذا كان لديك
شكوى ضعها
لنقم بالاجابة
عليها
المواضيع الأخيرة
» عذراً لكل من اخطأت بحقه .. دعوة للتسامح أعتذر لكل من أخطأت بحقه بقصد أو بغير قصد
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالخميس 19 أغسطس 2021, 9:43 pm من طرف نــدى الأيـــااااااام

» الدكتور : غازي ابو خماش .
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالأربعاء 09 يونيو 2021, 2:37 pm من طرف noor maha

» دور الانترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالثلاثاء 02 فبراير 2021, 2:01 pm من طرف noor maha

» دور الانترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالأحد 31 يناير 2021, 2:54 pm من طرف noor maha

» دور الإنترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالخميس 17 ديسمبر 2020, 2:54 pm من طرف noor maha

» دروس في قواعد اللغة الانجليزية لكل المستويات
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالأحد 04 ديسمبر 2016, 11:25 pm من طرف ميوسة الملفوح

» دورالتربية العربية في مواجهة الفكر التربوي في إسرائيل
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالسبت 30 يناير 2016, 4:07 pm من طرف dr.ahmed

» التربية الإسلامية في مواجهة التحديات
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالسبت 30 يناير 2016, 3:19 pm من طرف dr.ahmed

» دور التربية في تصحيح مفاهيم العولمة
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالجمعة 29 يناير 2016, 5:26 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالثلاثاء 26 يناير 2016, 10:50 pm من طرف dr.ahmed

» التربية الإسلامية وتحديات العصر
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالإثنين 25 يناير 2016, 9:46 pm من طرف dr.ahmed

» معالم التغير التربوي لدي سيد قطب من خلال كتاباته
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالإثنين 25 يناير 2016, 9:09 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالسبت 23 يناير 2016, 10:50 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالسبت 23 يناير 2016, 9:49 pm من طرف dr.ahmed

» قلق الاختيار في العلاقة ببعض المتغيرات المرتبطة بطلبة وطالبات الثانوية العامة
تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالأربعاء 23 ديسمبر 2015, 8:59 pm من طرف dr.ahmed

مواضيع هامة

زوار المنتدى
free counters
لإعلاناتكم
 
لإعلاناتكم
يرجى مراسلتنا
 
 

 

 تفسير سورة ص الايات 28 - 81

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قمر فلسطين
+ عضو محترف +
+ عضو محترف +
قمر فلسطين



تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة ص الايات 28 - 81   تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالجمعة 25 مارس 2011, 6:52 pm

تابع تفسير سورة ص (28)....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .... ثم توجه السياق إلى تنبيه الكفار بأنهم ليسوا سواء والمؤمنين لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل المؤمنون فوقهم مقاماً ومنزلة، ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا))، أي هل من الممكن أن نجعل المؤمنين، ((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))، اللازم منه عدم العمل بالمعاصي ((كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ))، فإن كل كافر وعاصي مفسد لنفسه أو غيره؟ كلا، لا نجعل المؤمن كالمفسد، ((أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ)) الذين اتقوا معاصي الله بعد الإيمان ((كَالْفُجَّارِ)) الذين عصوا وفجروا؟ من "الفجر"، وهو الشق، كان الفاجر يشق ستر الهدى، وينفذ نحو الباطل، ولعل المراد بالسؤال الثاني بيان عدم استواء المطيع والعاصي من المؤمنين بعد بيان عدم استواء المؤمن والكافر.
( 29)
ومن ثم يأتي الكلام حول القرآن الحكيم ليلفت - بعد بيان القصص والآداب - إلى أنه كتاب عظيم، حيث اشتمل على مثل هذه الحقائق الرائعة، وقد ذكر في علم القرآن: إلقاء المطلب في الذهن بعد الإتيان بأمر معجب أنْفَذْ من الإلقاء في الذهن الخالي غير المتحرك، ألا ترى أن الإنسان إذا رق قلبه لأمر كان أسرع إلى العمل من أجله؟ وهذا ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ)) يا رسول الله ((مُبَارَكٌ)) ذو بركة وزيادة ونماء، كثير نفعه وخيره، لأنه يهدي ويرسم الخطط الموجبة للزيادة والخير ((لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ))، أي يتفكروا فيها ويتعظوا بها، ((وَلِيَتَذَكَّرَ)) مما أودع فيهم من الحقائق بالفطرة ((أُوْلُوا الْأَلْبَابِ))، أي أصحاب العقول، فإن اللب بمعنى العقل، أما غيرهم فإنهم لا يتذكرون ولا يتدبرون.
( 30)
وإذ تمت قصة داود يأتي السياق لبيان قصة سليمان، ((وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ))، ومعنى الهبة العطية المجانية، والأولاد هبات للآباء، ولذا قال سبحانه: (يهب لمن يشاء إناثاً، ويهب لمن يشاء الذكور)، إنه ((نِعْمَ الْعَبْدُ)) إذ كان كأبيه يعمل بأوامرنا، ((إِنَّهُ أَوَّابٌ))، أي كثير الرجوع إلى الله سبحانه في جميع أموره، وقد سبق أن الإنسان إذا صرف إلى ضروريات حياته فكأنه ابتعد عن الله سبحانه، إذ لم يكن بجميع شراشره مشغولاً نحوه تعالى، ولذا كان الإلفات إليه بعد ذلك أوباً ورجوعاً.
( 31)
اذكر يا رسول الله ((إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ))، أي على سليمان ((بِالْعَشِيِّ))، أي في آخر النهار ((الصَّافِنَاتُ))، جمع صافنة، وهي الخيل الواقفة على ثلاث قوائم، الواضعة طرف السنبك الرابع على الأرض، يقال صفنت الخيل إذا وقفت كذلك، وهي من علامة الجودة، ((الْجِيَادُ)) جمع جيد وهي الفرس الأصلية النجيبة، ونجابة الفرس بعرفانها صاحبها وسرعة سيرها والاهتمام بخلاص راكبها من المشكلة التي يقع فيها.
( 32)((
فَـ)) أشتغل سليمان بتلك الأفراس، حتى فاتت صلاةً مندوبة كان يصليها في ذلك الوقت حتى غابت الشمس، ومضى وقت صلاته المندوبة، وهناك تأثر سليمان من ذلك، وأمر أصحابه برد الأفراس إليه ليوقفها في سبيل الله كفارة لفوت صلاته المندوبة أو يذبحها ليطعمها الناس كفارة، وهذا المعنى قد استفدناه من بعض الأخبار، مع التحفظ على ظاهر الآية، وما ثبت من عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، وإن كان الواقع في القصة لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم .... ولما نظر سليمان إلى غروب الشمس وذهاب وقت نافلته ((قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ))، أي أحببت الخير حباً، والخير هو الفرس، وكل مال هو خير، كما قال سبحانه (إن ترك خيراً)، ((عَن ذِكْرِ رَبِّي))، أي آثرت الاشتغال بعَرْضِ الأفراس عن ذكر الله ((حَتَّى تَوَارَتْ)) الشمس ((بِالْحِجَابِ)) كأنها عروس تستر نفسها بالحجاب حين تغيب وتستتر تحت الأفق، فلم أصلِ نافلتي.
( 33)
ثم قال سليمان لأصحابه: ((رُدُّوهَا))، أي ردوا الصافنات ((عَلَيَّ))، فردوها إليه، ((فَطَفِقَ))، أي فشرع سليمان يمسح ((مَسْحًا بِالسُّوقِ))، أي سوق الأفراس جمع ساق ((وَالْأَعْنَاقِ))، أي ويمسح أعناقها، و"اللام" عوض عن الضمير، والمعنى يمسح سوقها وأعناقها تسبيلا في سبيل الله ووقفا لها على جهات الخير أو ضرباً بالسيف ليطعمها الفقراء، كل ذلك لتكون كفارة عن فوت نافلته بسبب اشتغاله بها.
( 34)((
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ))، أي امتحناه، وذلك بأنه ولد له ولد، فخاف عليه من إيذاء الشيطان، وجعله في السحاب ليكبر هناك، وقد كان السحاب مسخراً له، لكن ذلك كان خلاف التوكل من مثله (عليه السلام)، ولذا مات الولد، وألقي على كرسي حكمه، فلما رآه عرف أنه ترك الأولى في إيداع الولد السحاب، ((وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ))، أي على سرير حكمه ((جَسَدًا)) لولده الميت، ((ثُمَّ أَنَابَ))، أي رجع عن تركه للأولى.
( 35)((
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي)) اعتمادي على السحاب في إبقاء ولدي وعدم أذى الشياطين له ((وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي))، لعله أراد نوعاً من الملك يكون ذو إعجاز لا يتمكن أحد من الإتيان مثله، كما أن عصا موسى وإحياء عيسى وقرآن الرسول كانت بحيث لا ينبغي لأحد من بعدهم، فلم يرد سليمان البخل وتخصيص رحمة الله بنفسه، بل أراد الإعجاز، والذي يؤيد ذلك أن الملك الذي وهب له كان معجزة، إذ هو تسخير الريح، وعبارة "لا ينبغي لأحد" يراد به الناس لا حتى الأنبياء، فإن مثل هذا التعبير شائع، قال الرسول (صلى الله عليه وآله سلم): "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر." ولم يرد (صلى الله عليه وآله سلم) ترجيحه على الأئمة، كما أن قوله سبحانه في القرآن الكريم (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها) أريد به ممن آمن وعصى لا من كل أحد، وهكذا ومثله تعبير عرفي شائع، ((إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)) الكثير الهبة، فتفضل عليّ بذلك.
( 36)((
فَسَخَّرْنَا))، أي ذللنا بأمره ((لَهُ))، أي لسليمان ((الرِّيحَ)) التي كانت تحمل بساطه وتسير به إلى حيث شاء، ((تَجْرِي)) الريح ((بِأَمْرِهِ))، أي أمر سليمان ((رُخَاء))، أي لينة بدون عنف ((حَيْثُ أَصَابَ))، أي إلى كل مكان أراد الذهاب إليه، والإصابة هي الوصول إلى الشيء، وكان المعنى حيث أصحاب <أصاب؟؟> نظره وإرادته.
(37)((
وَ)) وسخرنا له ((الشَّيَاطِينَ)) أي الأجنة، وقد سبق أن الشيطان قسم من الجن وإن كان له نوعان، نوع يسمى جِنّاً، ونوع يسمى شيطاناً، ((كُلَّ بَنَّاء))، أي يبني له القصر والدار وما أشبه في المدن والصحاري، ((وَغَوَّاصٍ)) في البحر يذهب في الماء ليأتي له بالجواهر واللآلئ، و"كل" يدل من الشياطين بدلاً من الكل.
( 38)((
وَ)) سخرنا له شياطين ((آخَرِينَ)) غير البناء والغواص في حال كونهم ((مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ)) جمع صفد، وهو الغل، فقد كان يجمع بين بعض الشياطين مع بعض في السلسلة تعذيباً لهم على تمردهم، أو لئلا يفر المتمرد منهم، أو كان يغل المتمرد يديه ورجليه، وهذا كناية عن إعطاء زمامهم بيده حتى أنه يتمكن من استخدامهم وعقاب المجرمين منهم.
( 39)
وبعد هذا الملك الوسيع الخارق، قال الله سبحانه لسليمان - زيادة لا كرامة - ((هَذَا)) الملك ((عَطَاؤُنَا)) لك، ((فَامْنُنْ)) على من شئت بإعطائه ما تشاء، ((أَوْ أَمْسِكْ)) عمن شئت، بأن لا تعطيه شيئاً في حال كونك ((بِغَيْرِ حِسَابٍ))، أي أنك لا تحاسب عما تفعل، أو أعط بغير حساب وتعداد من شئت، فهو متعلق بـ"امنن".
( 40)((
وَإِنَّ لَهُ))، أي لسليمان ((عِندَنَا))، أي لدينا ((لَزُلْفَى))، أي قرباً منّا، فإنه ذو جاه عند الله سبحانه، ((وَحُسْنَ مَآبٍ))، أي مرجعاً في الآخرة.
( 41)((
وَاذْكُرْ)) يا رسول الله ((عَبْدَنَا أَيُّوبَ)) كيف صبر على البلاء، فإنه (عليه السلام) ذهب ماله وأهله وأولاده، وتمرض جسده بأشد أنواع المرض، ولم يزل يذكر الله ويشكره حتى إذا بلغ الأمر منتهاه وأراد الله سبحانه له الشفاء بعد أن أحس الصبر ونجح في الامتحان ((إِذْ نَادَى رَبَّهُ)) تعالى قائلاً: يا رب ((أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ))، فإن الشيطان هو الذي صار سبباً لبلاء أيوب، وقد مكنه الله سبحانه منه بأن لم يصده عن إيذائه - كما لم يصده عن الوسوسة لآدم (عليه السلام) - امتحانا لأيوب، وليرتفع بذلك مقامه، و"النصب" هو البلاء، و"العذاب" هو الألم، ولعله أراد باللفظين الألم الجسمي والروحي أو ألمه في أهله وماله وأولاده وألمه في نفسه.
( 42)
وبعد أن دعا أيوب ربه لينجيه من البلاء خُوطِبَ من قِبله سبحانه: ((ارْكُضْ بِرِجْلِكَ))، أي ادفع برجلك الأرض، فإن الركض هو الدفع بالرجل على جهة الإسراع، ومنه يسمى المشي السريع ركضاً، فركض (عليه السلام) برجله الأرض، فظهرت عين ماء، فقيل له: ((هَذَا)) الذي تراه ((مُغْتَسَلٌ))، أي موضع يغتسل فيه، وقد أريد بذلك تنبيه على الاغتسال في ذلك الماء، ((بَارِدٌ))، الإتيان بهذا الوصف للترويح عن النفس المريضة الملتهبة التي تطلب الماء البارد، ((وَشَرَابٌ)) يشرب منه، وقد اغتسل أيوب في ذلك الماء، وشرب منه، فصح جسمه كأن لم يكن به مرض أبداً.
( 43)((
وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ)) الذين ماتوا في البلاء بأن أحياهم الله سبحانه ((وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ)) إما بأن وَلد له أولاد آخرون على عدد أولئك الأولاد حتى صار له من الأولاد ضعف أولاده قبل البلاء، وإما بأن المراد إعطاء أهله الذين ماتوا قبل البلاء والذين ماتوا في البلاء، وذلك لأنه استحق الذين ماتوا في البلاء لا الذين ماتوا قبله بآجالهم الطبيعية، وإنما فعلنا ذلك ((رَحْمَةً مِّنَّا)) له وتفضلاً عليه، فليس أحد يستحق على الله شيئا، ((وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ))، أي وليتذكر أصحاب العقول بأن الله سبحانه إذا أخذ من أحد شيئا فلا يفعل ذلك اعتباطا وعبثاً، وإنما ليعطيه ذلك الشيء مع الزيادة - إذا كان أخذه لم يصدر عن عقاب وتأديب، وهذا هو شأنه سبحانه في جميع ما يأخذ، كما قال في باب الإنفاق (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا).
( 44)((
وَخُذْ)) يا أيوب ((بِيَدِكَ ضِغْثًا)) وهو ملؤ الكف من الشماريخ للتمر، ((فَاضْرِب بِّهِ))، أي بذلك الضغث امرأتك ((وَلَا تَحْنَثْ)) حلفك، فقد رأى أيوب من زوجته قولاً أو عملاً ساءه ذلك، فحلف أن يضربها عددا من السوط أو نحو ذلك - مما سكتت عنه الآية، ولما أن عوفي خفف الله سبحانه ذلك بأن يضربها بالشماريخ ضربة واحدة لا تؤذي كثيراً، بأن يجعل لكل مرة شمراخاً، وقد كان حلف أيوب على ضربها مشروعاً، إذ لعلها كانت البلاء، عاصية في قولها أو علمها الذي ساء أيوب، وللزوج حق تأديب الزوجة، ولذا وجب الوفاء بها، كما أن عدم الحنث بذلك تخفيف من الله سبحانه، مع أنه (عليه السلام) أتى بما يشبه المحلوف، فلا يقال كيف قال تعالى "لا تحنث" والحال أن المحلوف غير هذا؟ ((إِنَّا وَجَدْنَاهُ))، أي وجدنا أيوب ((صَابِرًا)) على البلاء الذي اُبْتلي به، ((نِعْمَ الْعَبْدُ)) أيوب ((إِنَّهُ أَوَّابٌ))، أي كثير الرجوع إلى الله سبحانه، من آب بمعنى رجع، وقد ذكرنا معنى رجوع الأنبياء وإنه من اشتغالهم بالأمور الدنيوية.
( 45)((
وَاذْكُرْ)) يا رسول الله ((عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ)) ابن إبراهيم ((وَيَعْقُوبَ)) ابن اسحاق ((أُوْلِي الْأَيْدِي))، أي أصحاب القوة والتمكن، فقد كان هؤلاء الأنبياء أصحاب ثروة ونعمة وجاه، ((وَالْأَبْصَارِ)) يبصر<و>ن أمور دينهم، فقد جمعوا بين الدنيا والآخرة، وإنما أمر الرسول بذكرهم ليقتدي بهم الناس في دينهم ودنياهم، فلا يتركوا أحداً للآخر كما قال تعالى: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة).
( 46)((
إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم))، أي جعلناهم لنا خالصين، فلا يعملون شيئاً إلا لأجلنا، ((بِخَالِصَةٍ))، أي بخلصةٍ، وصفةٍ خالصةٍ لا شَوْبَ فيها هي ((ذِكْرَى الدَّارِ)) الآخرة، فقد كانوا دائمي التذكر لها، ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان دائم التذكر للآخرة لا تزل له قدم، وقوله "ذكرى" بدل من "بخالصة".
( 47)((
وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ)) جمع مصطفى، أي اصطفيناهم واخترناهم للنبوة، ومعنى عندنا: في حسابنا وما كتبناه لهم ليجزون عليه، ((الْأَخْيَارِ)) جمع خير كأموات جمع ميت، وهو الذي يفعل الأشياء الكثيرة الحسنة.
(48)((
وَاذْكُرْ)) يا رسول الله ((إِسْمَاعِيلَ)) ابن إبراهيم، وكأنه لذكره هنا لم يذكر هناك مع أبيه وأخيه، ((وَالْيَسَعَ))، قال بعضهم كان من أنبياء بني إسرائيل، ((وَذَا الْكِفْلِ)) هو يوشع بن نون وصي موسى (عليه السلام) - على بعض الأقوال، ((وَكُلٌّ مِّنْ)) هؤلاء من ((الْأَخْيَارِ)) الخيّرين.
( 49)((
هَذَا)) الذي سميناهم هنا في القرآن ((ذِكْرٌ)) لهم وشرف في الدنيا، باق بقاء الأبد، ((وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ)) الذين أولئك الأنبياء من ساداتهم ((لَحُسْنَ مَآبٍ))، أي مآب حسن، والمآب هو المرجع، من آب بمعنى رجع.
( 50)
ثم بين سبحانه المراد بذلك بقوله: ((جَنَّاتِ عَدْنٍ))، يقال عدن بالمكان إذا أقام فيه، والجنة هي البستان، سمي بها لأن الأشجار تجن وتستر أرضها، أي جنات إقامة لا زوال لأحد عنها في حال كونها ((مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ))، والإتيان من باب التفعيل للدلالة على كثرة الأبواب المفتحة لهم، لأن من معاني باب التفعيل التكثير، وفي ذلك إشارة إلى عظم رتبتهم، حيث أن كل الأبواب تفتح في وجوههم حتى يكون لهم أن يدخلوها من حيث شاؤوا.
( 51)
في حال كونهم ((مُتَّكِئِينَ فِيهَا))، أي مستندين أهل الجنة إلى المساند، وذلك للدلالة على كمال راحتهم الجسدية والروحية، ((يَدْعُونَ فِيهَا))، أي يطلبون في تلك الجنات ((بِفَاكِهَةٍ))، هي ثمرة الأشجار، ((كَثِيرَةٍ)) حسب ما أرادوا، ((وَشَرَابٍ)) بقدر ما اشتهوا من خمر ومن عسل ومن لبن وغيرها.
( 52)((
وَعِندَهُمْ)) زوجات ((قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ)) قد قصرت عيونهن على أزواجهن، فلسن كبعض نساء الدنيا اللاتي ينظرن إلى غير أزواجهن، من حيث أنهن يرون غيرهم أعلى جاهاً أو مالاً أو جمالاً أو غير ذلك من أزواجهن، ((أَتْرَابٌ)) جمع ترب، وهي التي بسن الزوج، فليس أعمارهن أقل أو أكثر من أزواجهن، حتى يكونا مختلفي الجسم أو العقل.
( 53)((
هَذَا)) الذي تقدم في وصف الجنان ونعيمها ((مَا تُوعَدُونَ)) أيها الناس ((لِيَوْمِ الْحِسَابِ))، فإذا أحسنتم استحققتم كل ذلك.
( 54)
ثم أنه لا انقطاع لنعيم الجنة، بل يقال لأهل الجنة: ((إِنَّ هَذَا)) الذي ترون من النعيم ((لَرِزْقُنَا)) لكم أيها المؤمنون، ((مَا لَهُ))، أي ليس لهذا الرزق ((مِن نَّفَادٍ))، أي فناء وانقطاع بل باق إلى الأبد.
( 55)((
هَذَا)) ما يقدم لمتقين، فلننظر إلى جزاء الكفار، ((وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ)) الذين طغوا على الله سبحانه وتجاوزوا الحد بالكفر والعصيان ((لَشَرَّ مَآبٍ))، أي مآب شرير في مقابل (حسن مآب) للمتقين.
( 56)((
جَهَنَّمَ)) تفسير لشر مآب، ((يَصْلَوْنَهَا)) من صلى الشيء إذا لازم، أي يدخلونها ملازمين لها، ((فَبِئْسَ الْمِهَادُ))، أي بئست جهنم مسكنا لهم، والمهاد هو المحل الذي يمهده الإنسان ويهيئه لنفسه.
( 57)
ما شرابهم ((هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ))، أي هذا حميم وغساق فليذوقوا كل واحد منهما، والحميم هو الماء الحار، وغساق ما يغسق أي يسيل من صديد أهل النار وتحميمهم.
( 58)((
وَآخَرُ))، أي ولهم ضرب آخر من الطعام والشراب ((مِن شَكْلِهِ))، أي من شكل الحميم والغساق ((أَزْوَاجٌ))، أي ألوان وأنواع متشابهة في الشدة وصعوبة المذاق.
( 59)
تلك دارهم، وذاك طعامهم وشرابهم، ولهم صنوف أخرى من العذاب، من جملة تلك ضيق المكان حتى أنهم في جهنم من الضيق كالوتد قد في الحائط - كما ورد، وذلك أن القادة يدخلون النار أولاً، فيجدون ضيقا وإرهاقا، ثم يؤتى بالأتباع، وإذا يراهم القادة يقولون لا مكان هنا لهؤلاء، فيقول مالك النار: ((هَذَا)) الجمع الذي تشاهدونهم ((فَوْجٌ))، أي جماعة ((مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ)) من الاقتحام والدخول في الشيء بشدة وصعوبة، أي داخلون في ثناياكم وخلالكم. ((لَا مَرْحَبًا بِهِمْ))، أي لا رحبت عليهم الأرض، ولا اتسعت لهم أماكنهم، وهذا حكاية لقول القادة، والذين هم في النار، يقولون لأتباعهم ذلك، وهو عكس التحية، ((إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ))، أي يدخلونها ملازمين لها.
( 60)
وإذ يسمع الأتباع هذا الترحيب المعكوس من قادتهم ((قَالُوا بَلْ أَنتُمْ)) أيها القادة ((لَا مَرْحَبًا بِكُمْ))، أي لا اتسعت بكم المكان، ولا حييتم إلا بالسوء، ((أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ))، أي قدمتم هذا العذاب ((لَنَا))، حيث حملتمونا على الكفر والعصيان ((فَبِئْسَ الْقَرَارُ)) والمقر الذي نستقر عليه.
( 61)
وكان القادة يجيبون بأنا لم نقدم لكم هذا العذاب، وإنما أنتم كنتم منحرفين عن السجادة <الجادة؟>، كما سبق شبه هذا الحوار بين السادة والأتباع في بعض السور السابقة، ولذا يلتجئ الأتباع إلى الله لينتقم لهم من القادة الذين غروهم، ثم لا يقبلون حتى أن يسمعوا ذلك الكلام من أتباعهم، ((قَالُوا))، أي قالت الأتباع: يا ((رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا)) العذاب وهيأه لأن ندخله، ((فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا))، عذابا لضلاله بنفسه، وعذابا لإضلاله لنا، ((فِي النَّارِ)). وإلى هنا ينتهي الحوار بين القادة والأتباع.
( 62)
ثم أن الكفار في النار يفتقدون المؤمنين الذي سخروا منهم في الدنيا، وكذبوا كلامهم حول الوعيد، فيتساءل بعضهم عن بعض حولهم، ((وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا)) مؤمنين ((كُنَّا نَعُدُّهُم)) في دار الدنيا ((مِّنَ الْأَشْرَارِ))؟ جمع شر، فقد كان الكفار في الدنيا يقولون أن المؤمنين أشرار، حيث يرونهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسبون الأصنام.
( 63)((
أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا))، أي هل أن عدم رؤيتنا لهم في النار لأجل أن تَمَسْخُرِنا بهم في الدنيا كان خطأ فذهبوا إلى النعيم ولذا لا نراهم؟ ((أَمْ)) أن تمسخرنا كان صحيحاً، فهم معنا في الجحيم ولكن ((زَاغَتْ))، أي مالت وانحرفت ((عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ)) أي أبصارنا، فعدم رؤيتنا لهم لأن أبصارنا عدلت عنهم فلا تراهم وإن كانوا معنا في الجحيم؟
(64)((
إِنَّ ذَلِكَ)) التخاصم بين القادة والأتباع المنجر إلى ذلك الكلام حول المؤمنين ((لَحَقٌّ)) كائن لا محالة ((تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ)) بدل عن ذلك، أي أن ذلك التخاصم بين أهل النار حق ثابت لا شك فيه.
( 65)((
قُلْ)) يا رسول الله ((إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ)) مخوف لكم، إن بقيتم على الكفر والعصيان لتلاقوا هذا اليوم العصيب الذي سبق الحديث عنه، ((وَمَا مِنْ إِلَهٍ)) يحق له العبادة ((إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ)) الذي لا شريك له، ((الْقَهَّارُ)) لجميع خلقه يقهرهم على ما يريد بهم من الأمور التكوينية، فلا يعز الإنسان ما يرى من إسلاس القياد له في دار الدنيا للاختبار والامتحان.
( 66)((
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا)) من الملك والإنس والجن وغيرها، ((الْعَزِيزُ)) الغالب في سلطانه، فلا يمتنع منه شيء، ((الْغَفَّارُ)) لذنوب عباده، فمن ندم وتاب غفر ذنبه، وقبل توبته.
( 67)((
قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء ((هُوَ)) أي ما أخبركم به عن المبدأ والمعاد، وسائر الأمور ((نَبَأٌ عَظِيمٌ))، أي خبر ذو عظمة تكون سعادة الإنسان وشقوته تابعة لتصديقه أو تكذيبه.
( 68)((
أَنتُمْ)) أيها الكفار ((عَنْهُ))، أي عن هذا النبأ ((مُعْرِضُونَ))، لا تعيرونه اهتماماً، كأنه ليس بمهم.
( 69)
إنه ليس كهانة أو سحراً أو شعراً كما كانوا يذكرون، وإنما هو وحي، وإلا فمن أين أدري أنا ماذا جرت بين الله والملائكة من محادثات حول أصل الخلقة؟ فإنه ((مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى))، يعني الملائكة ((إِذْ يَخْتَصِمُونَ))، يقال لكل تخالف في الرأي اختصاماً، وقد كان في ابتداء الخلقة أمر الله سبحانه طرفاً وفكرة الملائكة طرفاً آخر، أو أن المراد اختصام الشيطان مع الله في الملأ الأعلى.
( 70)((
إِن يُوحَى إِلَيَّ))، أي ما يوحى إلي ((إِلَّا)) لـ((أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ))، فلو لم أكن نبياً منذراً من أين كنت أعلم بماذا جرى في الملأ الأعلى؟ وإنما أعلم ذلك لأنه يوحى إلي حيث أني نذير ظاهر ورسول من قبل الله سبحانه، فليس النبأ أمراً هيناً، كما تزعمون أنتم من أنه نزاع بين "محمد" و"الكفار" فحسب، وإنما أمر مهم جداً هو أمر الوحي من الله إلى الأرض لتقرير المنهج العام للبشرية في هذه الحياة والحياة الآخرة.
( 71)
ثم بين السياق قصة اختصام الملأ الأعلى الذي كان إخبار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) له دليلاً على نبوته، وأنه يوحى إليه، وقد كان أمثال هذه العلوم في ذلك الزمان خاصاً برؤساء أهل الكتاب، حتى أن أحداً لم يكن يعلم من تلك شيئاً حتى بالمقدار الخرافي المحرف الذي كان مدرجا في التوراة والإنجيل، فإذا أخبر بذلك في صورة صحيحة رجل أمي كان دليلاً على اتصاله بالوحي، كما لو أخبر في هذا اليوم رجل أمي عن أسرار الذرة وغوامض علم الفلك بصورة صحيحة لم يصل إليها بعد أعظم العلماء <في؟؟> الفيزياء والفلك.
((
إِذْ قَالَ رَبُّكَ)) يا رسول الله ((لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ)) أي أريد أن أخلق، فاسم الفاعل بمعنى المستقبل، ((بَشَرًا مِن طِينٍ)) يعني آدم (عليه السلام)
( 72)((
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ))، أي سويت خلق هذا البشر وتمت أعضاؤه، ((وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي))، أي أحييته، وجعلت فيه الروح المضاف إلي تشريفاً، ومعنى النفخ أن يخلق سبحانه روحا، ثم يدخله في آدم على طريقة النفخ، ((فَقَعُوا))، الفاء عاطفة، و"قعوا" أمر من وقع يقع، ((لَهُ سَاجِدِينَ))، أي اسقطوا على الأرض سجوداً لآدم.
( 73)
ثم أن الله سبحانه خلق آدم، ونفخ فيه الروح، ((فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)) لآدم (عليه السلام) حسب ما أمر الله سبحانه، والإتيان بتأكيدين لرفع استبعاد أن يكون ملايين الملايين من الملائكة المتفرقين في مختلف الفضاء الوسيع المدهش قد سجدوا لآدم ولزيادة التقريع على إبليس حيث أبى من السجود مع سجود الجميع.
( 74)((
إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ))، أي جعل نفسه أكبر وأعظم من أن يسجد لآدم، ((وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ))، "كان" لمجرد الربط، أو بمعنى "صار"، أو باعتبار أنه في علم الله كان كافرا في ضميره، فظهر ما كان كامنا.
( 75)((
قَالَ)) الله سبحانه لإبليس: ((يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ)) أنا ((بِيَدَيَّ))؟ هذا سؤال للتوبيخ والتقريع، أي ما هو سبب امتناعك من السجود لمثل الإنسان الشريف، الذي كرمه الله سبحانه بأن خلقه بلا واسطة، وقوله "بيدي" إضافة تشريفية، كناية عن وساطة سبب خلقه، ثم قال له سبحانه: ((أَسْتَكْبَرْتَ))، أي هل استكبرت عن السجود بلا حق ((أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) بأن كنت في الحقيقة والواقع أعلى رتبة من آدم ولذا لم تسجد؟
( 76)((
قَالَ)) إبليس في جواب الله سبحانه: بل كنت أعلى رتبة من آدم إذ ((أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ))، أي أشرف من آدم، وذلك لأنك يا رب ((خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ))، فإن أصلي النار، ((وَخَلَقْتَهُ))، أي خلقت آدم ((مِن طِينٍ))، والنار أشرف من التراب.
( 77)((
قَالَ)) الله سبحانه للشيطان إذ رأى تكبره وغروره وتمرده: ((فَاخْرُجْ مِنْهَا))، أي من الجنة، فقد كان الجميع في الجنة، ((فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)) مطرود مبعد، يقال رجمه أي طرده.
( 78)((
وَإِنَّ عَلَيْكَ)) يا شيطان ((لَعْنَتِي))، طردي وغضبي ((إِلَى يَوْمِ الدِّينِ))، أي يوم القيامة، حيث تحاسب هناك وتلقى في النار.
( 79)((
قَالَ)) إبليس عند ذلك: يا ((رَبِّ))، أي ربي، وحذف ياء المتكلم تخفيفا، ((فَأَنظِرْنِي)) أي أمهلني بأن أبقى حياً ((إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) أي يوم القيامة الذي يبعث ويحشر ويحيى فيه الناس.
( 80)((
قَالَ)) الله تعالى في جوابه: ((فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ))، أي من جملة الذين يبقون إلى النفخة الأولى.
( 81)((
إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ))، الوقت المعلوم هو النفخة الأولى التي تموت فيه كل حي، فلم يمهله الله سبحانه إلى يوم القيامة، بل إلى النفخة الأولى، وما ورد في بعض الأحاديث من أنه عند ظهور الإمام (عليه السلام)، فهو ببعض الاعتبارات كما سبق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فلسطينة وافتخر
+ عضو متألق +
+ عضو متألق +
فلسطينة وافتخر



تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة ص الايات 28 - 81   تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالجمعة 25 مارس 2011, 7:16 pm

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور كتير قمر علي التفسير الرائع والجميل يعطيك العافية وجزاك الله الف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر فلسطين
+ عضو محترف +
+ عضو محترف +
قمر فلسطين



تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة ص الايات 28 - 81   تفسير سورة ص الايات 28 - 81 Emptyالجمعة 25 مارس 2011, 7:49 pm

شكرا إلك كثير فلسطينيه ... يااااااااااااابنت أجمل واحلي ارض ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة ص الايات 28 - 81
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامعة الأقصى :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامى-
انتقل الى: