الفنون الشعبية والنحت في فلسطين عبر التاريخ

+ عضوجديد +

الفنون الشعبية والنحت في فلسطين عبر التاريخ

دلت المكتشفات الأثرية في فلسطين على أن الإنسان عاش فيها منذ حوالي عشرة آلاف سنة . وبنى في أريحا أول بيت من الحجر، وأحاطها بسور يحميها من الغزاة . وقد عاش فيها الإنسان في ذلك الزمان السحيق حياة متقدمة نسبياَ عرف فيها صناعة الفخار والأثاث ومارس الزراعة . وشهد الألف الثالث قبل الميلاد (حوالي 2500 ق.م) موجات من الهجرة اتجهت من شبه الجزيرة العربية نحو منطقة سوريا وفلسطين، حيث استقر الكنعانيون من المهاجرين العرب في المنطقة التي حملت اسمهم لزمن طويل (أرض كنعان) ثم عرفت لاحقا بإسم فلسطين ." ولا يخفى أن مدن الكنعانـيين ذات حضارة قـديمة نشـأت مـنذ ألف وخمـسمائة سنة (قبل العبرانيين أي منذ 2500 سنة قبل الميلاد تقريباً) وكانت لهم منازل حوت كثيراً مـن أسـباب الـراحة والـرفاهـية، وحـكومـة وصـناعة وتجارة ومعـرفة بالكتابة والديانة " .وفي حوالي 1200 ق . م جاءت قبيلة مهاجرة من وسط البحر المتوسط - من جزيرة كريت - لاجئة، فسكنت الساحل الجنوبي لمنطقة فلسطين، وكانوا يحملون اسم (الفلسطينيون أو الفلسترز) . وقد أقام هؤلاء القوم علاقات حميمة مع الكنعانيين والأريحيين (الذين سكنوا أريحا من قبل) والفلسطينيون السكان الأوائل الذين استوطنوا فلسطين واستوطنها أبناؤهم من بعدهم، مع من وفد إليها واستطاب العيش والإقامة فيها من الشعوب عبر عصور التاريخ . وقد أطلق الرومان إبان حكمهم للبلاد اسم فلسطين عليها لأول مرة في التاريخ نسبة إلى تلك القبيلة التي جاءتها من جزيرة كريت .
تقع فلسطين في المشرق العربي، ويشكل موقعها حلقة اتصال المشرق العربي بمغربه، وكانت عبر تاريخها الطويل تتأثر بكل المتغيرات التي تحدث من حولها، كما كانت أحداثها هي أيضاً تؤثر في أطراف الوطن العربي وليس موقع فلسطين الجغرافي إلا عاملاَ من عوامل أخرى كثيرة جعلت منها جزءاً لا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يتجزأ من العالم العربي، ولعل أبرز تلك العوامل تكمن في وحدة التاريخ واللغة والدين والتقاليد والعادات، وفي المظاهر الحضارية والثقافية العربية المترابطة عبر حقب التاريخ . ومن المؤكد أن الإسلام لعب دوراً هاماً وحاسماً في تحديد الهوية العربية، وطبع العطاء الحضاري العربي بطابع مميز،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وخلق بذلك الشخصية العربية التي فرضت وجودها على تاريخ الإنسانية . وتبلورت خلال فترة قصيرة من الزمن شخصية الفن الإسلامي الذي عم أرجاء الإمبراطورية الإسلامية، وصار أحد عوامل الوحدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
القومية المدعمة بالـعقيـدة " التوحيدية التي هي بحد ذاتها عقيــــدة قديمة " .لكن هذه العوامل الوحدوية لم تذب الملامح الوطنية للشعب الفلسطيني في تراثه وتاريخه الطويل كذلك ظلت لكل منطقة من المناطق العربية شخصية مميزة فرضتها عوامل كثيرة . وبينما تظل اللغة العربية هي اللغة الأم للأمة العربية في هذا الوطن الشاسع، فقد صارت لكل شعب من شعوب هذه الأمة لهجة خاصة نمت مع الزمن، وتبلورت خصائصها وفق معطيات الجغرافيا والتاريخ والإجتماع والإقتصاد والثقافة المحلية، وهو ما حدث بشكل مشابه في مــجال التراث .إن فلسطين جزء من الوطن العربي، وهي في الوقت ذاته وطن الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بخصوصيته وتميزه في بعض تصرفاته وسلوكه وشكل حياته وتطبعها بطابع فلسطيني خاص، وهذه الخصوصية يضيق حيزها مع الشعوب العربية المجاورة ويتسع مع الشعوب العربية التي تعيش في الأقطار العربية البعيدة جغرافياَ عن فلسطين . وجاء الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي ليشكل الحدث الحاسم في التاريخ العربي بشكل عام، فأثبت عروبة فلسطين وباقي المناطق العربية، وطبعها منذ ذلك الحين بالطابع العربي الصريح والنهائي . واعتنق معظم سكان فلسطين الدين الإسلامي، وبقي من ظل على دينه من مسيحيين ويهود يعيشون مع المسلمين على أرض فلسطين، حيث نعم الجميع بالرفاهية والخير الذي عم البلاد إبان عصر النهضة الإسلامي .
وبالرغم من وقوع فلسطين بين منطقتي مصر والعراق، وبالرغم من الحضارتين العملاقتين اللتين قامتا على أرض مصر والعراق، فإن الكنعانيين، سكان فلسطين، الأوائل، استطاعوا بناء حضارتهم والتفرد فيها بخصائص مستقلة نسبياً في عطائهم الإبداعي إلى حد كبير، سواء في مجال الفنون التشكيلية أو في مجالات فنية أخرى كالموسيقى والرقص . تبين لنا المكتشفات الأثرية ما وصل إليه الكنعانيون من قدرة فنية في مجال صناعة الفخار والمعادن وزخرفتها، والنقش على الحجر والعاج،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وفي مجال الحياكة، حيث لبسوا الأثواب المنسوجة والمصبوغة والمزخرفة أو المطرزة . كما يعتقد بأن الأبجدية الأولى اخترعت على أرض فلسطين وسوريا وطورت من قبل الكنعانيين فنقلوها من الصورة إلى المقطع إلى الحرف ." وقد بلغ الكنعانيون غايتهم في الفنون التطبيقية، ففيها أضفت مهارة الفنان في كثير من الأحيان جمالاً جديداً على النماذج الأجنبية التي شاع تقليدها، ووجد الفنان لخياله مجالا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أفسح وأرحب " .الفن المسيحي :إن فلسطين، مهد المسيح والمسيحية، تحتضن كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، وتنتشر فيها مئات الكنائس والأديرة القديمة .وقد كان الفن البيزنطي منتشراً في فلسطين والمناطق المجاورة لها قبل الفتح الإسلامي، وازدانت العديد من كنائس تلك الفترة بالأعمال الفنية البيزنطية . وظل فن الكنيسة مستمراً مع استمرار الوجود المسيحي في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فلسطين إلى يومنا هذا، ويقوم بعض الرهبان في الأديرة بممارسة الرسم والتصوير وتعليمه، وتزويد الكنائس بنتاجهم من اللوحات والأيقونات الدينية .الفن الإسلامي :لم يحمل الإسلام معه طرزاً جاهزة من الفنون لدى دخوله فلسطين أو غيرها من المناطق العربية أو غير العربية، بل ولد الفن وتطور وازدهر على أرض البلاد التي فتحها . وكان لابد للإسلام من التفاعل مع الحضارات والفنون القديمة وهضمها، والاستفادة من القدرات الفنية المحلية التي اعتنق أصحابها الدين الجديد . وما لبث الفن الإسلامي أن ملك خصوصيته التي نبعت من طبيعة روح الإسلام، فتجلى في مجالات النقش والخط والتصوير . ويعتبر مسجد الصخرة المشرفة في القـــدس (بــني في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 691م) الذي احتوى على فن العمارة إضافة إلى فن النقش والخط والتصوير، أحد أبرز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
معالم الإبداع الفني العربي الإسلامي المبكر.الفنون الشعبية : تتمتع الفنون الشعبية عادة بقدرة هائلة على الاستمرار، رغم كل الظروف الصعبة التي يمكن أن تعترض حياة الشعوب والأمم . إنها طاقة إنسانية تنمو وتتطور وتسير بإرادة ذاتية، غير عابئة أو متأثرة بالأوضاع السياسية والاقتصادية المتغيرة في البلاد . وهي عكس الفنون غير الشعبية، أو ما يمكن أن نسميه فنون النخبة أو السلطة، فالأخيرة تتأثر دوماً بالمتغيرات وتخضع في كثير من الحالات لمزاج السلطة وسياستها الثقافية . وقد نشأت الفنون الشعبية في فلسطين منذ آلاف السنين، واشتملت على الشعر والموسيقى والغناء والرقص والحفر على الخشب والمعادن ونقش العاج والحجر وصناعة الفخار والخزف والزجاج والغزل والنسيج والصباغة والتطريز وغيرها . وملكت الفنون الشعبية الفلسطينية كل فرص الاستمرار والتواصل والنمو والتطور والازدهار، فهي بالرغم من الأحداث الكثيرة والمثيرة التي تعرضت لها فلسطين وسكانها منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، ظلت محافظة على خصائصها الفريدة، وعلى الترابط والتواصل والقدرة على العطاء عبر آلاف السنين .إن العلب العاجية، وغيرها من القطع الأثرية التي اكتشفت في مناطق مختلفة من فلسطين، والمنحوتة والمنقوشة برسوم ووحدات وأشكال معينة، تجعلنا نرى في صناعة العلب الصدفية الحديثة التي يتم إنتاجها اليوم في بيت لحم بفلسطين، استمراراً لفن صناعة العلب وزخرفتها أيام الكنعانيين . كذلك دلت المكتشفات الأثرية التي وجدت في "مجدو" و"تليلات الغسول " في فلسطين، والرسوم المصرية القديمة المكتشفة في "طيبة" على أن الزي الشعبي الفلسطيني ما هو إلا استمرار لأزياء لبسها الإنسان الكنعاني في فلسطين منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة . والرسوم المكتشفة للثوب الذي لبسه الكنعاني في فلسطين تدل أيضاً على أن
نظام توزيع الزخرف على الثوب هو نظام متبع حتى يومنا الحاضر .وتنشأ الفنون الشعبية بدافع غريزي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إنساني كوسيلة يعبر بها الإنسان عن مشاعره وهواجسه، وكأداة يجمل بها حياته، ويتحدى الخوف والصعاب، ويتغنى بجمال الطبيعة والكون والحب والخير، ويحلق في دنيا الأحلام والآمال .والفنون الشعبية خير دليل على الوجود الإنساني الشعبي المستمر . فهي فنون لا تنمو ولا تتطور وتزدهر إلا عند قوم ظلوا متضامنين مترابطين كمجتمع واحد، يعيشون على بقعة أرض واحدة عصوراً طويلة . ويعتبر التطريز الفلسطيني أبرز الفنون الشعبية الفلسطينية من ناحية ترابطه التاريخي وقيمته الفنية وتميزه
الفريد ." ففن التطريز الفلسطيني الحديث، هو تتويج واستمرار لخبرة ثلاثة آلاف سنة ويزيد، إذ كان الكنعانيون يلبسون الملابس المطرزة للجنسين ولمختلف الأعمار، واشتقوا الزخرف من الطبيعة هذا ما أظهرته النقوش على اللوحات العاجية في "مجدو" وجدران "طيبة" وفسيفساء "حمورابي" .
ويشغل التطريز أماكن محددة في الثوب الشعبي النسائي الفلسطيني، كالصدر والأكمام والجوانب والخلفية . ويعتمد على اللون الأحمر الداكن (القرميدي الغامق) ومجموعة من الألوان تنثر بشكل عفوي جميل في أماكن التطريز، وللتطريز الفلسطيني أشكال ووحدات زخرفية مستمدة من الحياة والطبيعة والبيئة التي تحيط بالإنسان . ولكل وحدة من تلك الوحدات اسم يعكس علاقة الإنسان الفلسطيني بأرضه وحياته، بل بالكون الذي يعيش فيه . وهي وحدات ذات حيوية متحركة متطورة دوماً، مترابطة تاريخياً . انه فن شعبي حيوي يعبر عن العلاقة الإنسانية بالمحيط والكون من خلال منظور خاص للأشياء .ولعل الأسماء التي تطلق على الوحدات المستعملة في التطريز الفلسطيني تؤكد على هذه العلاقة والحيوية .من هذه الأسماء : عرق الورد (غصن الورد) / عرق التفاح / عرق اللوز / عرق البندورة (الطماطم)/ السور / النخل العالي / السبلة (السنبلة) العصافير / الريش / قرص العسل / القمر / النجوم / المناجل / الفنانير (جمع فنار، أي منارة) وغيرها .بل إن هناك وحدات ظهرت وابتكرت بعد أحداث فلسطين عام 1948م، وحملت أسماء لها علاقة بظواهر جديدة في حياة الفلسطينيين، مما يؤكد تعامل هذا الفن مع الحياة بأشكال غير جامدة، بل متفاعلة معها .وقد كانت النظرة لهذه العناصر الطبيعية والكونية التي استعملت في التطريز الفلسطيني نظرة الشمولية اعتمدت منظوراً خاصاً، هو المنظور الروحي، وهو منظور عربي وشرقي يتسم بالنظرة الشمولية للأشياء، والتجريدية في نفس الوقت . انه ينطلق من مفهوم يختلف عن مفهوم المنظور البصري الــــذي اعتمده الغرب .

+ عضوجديد +

يااااااااااااارب اول مشاركة تكووون تمام وتفيد الكل

ولكم كل الشكر

+ عضو متألق +

مشكورة كتير محبوبة القمر على المشاركة الحلوة والمفيدة
وبعدين هو الحلو بيعطي شي مش حلو فش امكانية الحلو
بيديش غير حلو ...وبجد موضوع متميز من فرد متميز
وبالتوفيق................................؟؟

.♥ نائب المدير ♥.

والله مواضيعك اكتير حلوة محبوبة القمر بصراحة

يسلمو ايديكى وانشاء الله بنشوفلك مواضيع أخرى

يسللمووووو وتحياتى الك محبوبة القمر

+ عضوجديد +

يسلموووووووو محبوووووبة القمر

على الموضوع الرائع

واضح انه متعووووب فيه جاااامد

يعطيكي الف عاافية

+ عضو متألق +

يسلمووووووووووووووووووو

ع الموضوع الرائع

.♥ مراقبة عامة ♥.

فلسطين بلد الحضارات اكيد يسلموووووووووووو

+ عضو متألق +

يسلمواااا مشكووووووووووور

**.♥ نائبة المدير♥.**

يسلمووووووووووووووووو

زائر

يسلموووووووووووووووووو

+ عضو محترف +

يسلمووووووووووو

» لاجل فلسطين كتبنا الشعر.., ان كنت تعشق فلسطين تعال معي...
» أحلي واجمل الامثال الشعبية فلسطينية
» تعرف علي أجمل المصطلحات والكلمات الشعبية ومعانيهااااا........
» رفح عبر التاريخ
» أروع قصه حب في التاريخ